حوار الأديان جزء أساسي من برنامج جورجتاون الممتد لأسبوع

Fr. Victor Assouad

استضافت جامعة جورجتاون في قطر مؤخراً الأب فيكتور أسود، وهو مسيحي سوري هاجرت عائلته إلى لبنان وعاش وعمل في المنطقة، لإلقاء كلمة رئيسية بعنوان “التعليم اليسوعي في سياق العالم العربي”، حيث ناقش مسألة تعزيز حوار الأديان بين المسلمين والمسيحيين، والعلاقات المؤسسية في الشرق الأوسط من خلال التعليم، وتوفير الإغاثة للاجئين السوريين.

وتحدث الأب فيكتور في كلمته أمام جمهور من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والموظفين، عن أولويات اليسوعيين في الشرق الأوسط والمغرب العربي، قائلاً: “نسعى نحن اليسوعيين، إلى تشجيع الحوار بين الأديان وتبادل الأفكار. وأعتقد أن انفتاحنا على الحوار يعود بالفائدة والنمو على كلا الطرفين، وإننا نبذل أفضل ما لدينا، ونتلقى أفضل ما لدى الطرف الآخر، مما يمثل تجربة غنية جديرة بأن تكون مفتوحة للآخرين”.

وأضاف في تعليق له على الأولويات الأخرى لعملهم في المنطقة: “نريد المساهمة في بناء المجتمع المدني ودعم العديد من قيم كرامة الإنسان، ونريد أن نعمل من أجل المصالحة والسلام في المنطقة، والتي تمثل مهد الديانات السماوية الثلاث الكبرى؛ الإسلام والمسيحية واليهودية”.

كما قدم تفاصيل حول جامعة القديس يوسف اليسوعية في بيروت والتي تعتبر إحدى أكبر الجامعات في لبنان وتضم 1200 طالب. وأوضح الأب فيكتور أن فرع كلية القانون في جامعة القديس يوسف في دبي يمثل حلاً مثالياً لتدريب الطلاب في المنطقة لأنها قادرة على توفير التعليم باللغتين العربية والإنجليزية.

وتضمن العرض الذي تم تقديمه في وقت الغداء من اليوم السابق عرض شرائح للعديد من المشاريع في العالم العربي التي تشجع التعليم وتبادل الحوار بين الأديان وإيلاء اهتمام خاص للمجتمعات المهمشة. وشملت بعض الأمثلة ورشة عمل مهنية في مصر تسعى إلى توفير فرص اقتصادية للفقراء، ومطبخ الحساء في مدينة حلب السورية الذي يديره ثلاثة يسوعيين ومجموعة من المتطوعين، والذي يوفر وجبات طعام يومية لـ 60 ألف لاجئ. وقال فيكتور “إن الوضع اليوم في سوريا مأساوي للغاية. وتعطى الأولوية حالياً لتوفير الطعام للجوعى فحسب”.

وتأتي هذه الكلمة الرئيسية ضمن فعاليات برنامج سنوي يمتد لأسبوع من الزمن تحت عنوان أسبوع الإرث اليسوعي، الذي يحتفي بالإرث اليسوعي للجامعة مع تأسيس الحرم الجامعي الرئيسي في واشنطن في عام 1789. ويتضمن جدول فعاليات الأسبوع بعض الأنشطة الأخرى مثل إقامة صلاة مشتركة بين الأديان، وعرض سينمائي، وعرض تقديمي بعنوان “جميعنا سواسية في عيون الله” تقدمه مجموعة “أمل” الطلابية من جامعة جورجتاون قطر التي تعمل على تعزيز إمكانية الوصول إلى ذوي الاحتياجات الخاصة.

يذكر أن فيكتور أسود انضم إلى نظام الرهبنة اليسوعي في عام 1982، وفي عام 2008، تم تعيينه أسقفاً أعلى لليسوعيين في منطقة الشرق الأوسط، والتي شملت لبنان وسوريا ومصر وتركيا والجزائر والمغرب. ويستعد حالياً لتولي منصب رئاسة وزارة الحرم الجامعي في جامعة القديس يوسف اليسوعية في بيروت، إحدى أكبر الجامعات في لبنان. ويُعرف المجتمع اليسوعي في جميع أنحاء العالم بعمله في قطاع التعليم من خلال تأسيس وإدارة المدارس والكليات والجامعات والمعاهد، فضلاً عن تشجيع البحث الفكري والأنشطة الثقافية. كما يتبنى تقديم العون والمساعدة لتعزيز العدالة الاجتماعية وخدمة الفقراء والمعدمين.