طلاب جورجتاون يزورون الزبارة

طلاب جورجتاون يزورون الزبارة

قام الطلاب وأعضاء هيئة التدريس في برنامج الثقافة والسياسة التابع لكلية إدموند والش للشؤون الدولية في قطر بجامعة جورجتاون برحلة ترابية استغرقت ساعة ونصف الساعة إلى مستوطنة الزبارة الساحلية التاريخية الواقعة شمال غربي الدوحة. لقد اعتمد هذا المقصد التجاري المهجور نمطا اقتصاديا قائما على صيد اللؤلؤ، وشكل ملاذا ضريبيا نشطا، حيث كان يجتذب التجار الإقليميين الراغبين في تجاوز الرسوم الجمركية التي كانت تفرضها الموانئ المنافسة في البحرين وعمان في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر.بتوجيه من الدكتور روبرت كارتر من جامعة كوليدج في لندن، والدكتور معين صادق الأستاذ في جامعة قطر الذي شارك في فريق التنقيب الأول، والدكتور توبياس ريختر من جامعة كوبنهاغن، تمكن الطلاب الذين يدرسون في برنامج الثقافة والسياسة بكلية الشؤون الدولية-قطر عن طريق هذه الرحلة من تعميق فهمهم لبدايات العصر الحديث في منطقة الخليج. شكلت الزبارة بادرة لتشكيل الدول الوطنية الحديثة بوضعها الحالي في البحرين وقطر وعمان وغيرها، كما شكل ازدهار واضمحلال الزبارة، المدينة-الدولة، مصدر معلومات هاما لتتبع جذور الجغرافيا السياسية الراهنة في منطقة الخليج.

وقال بريندان هيل مساعد العميد لشؤون الطلاب بكلية الشؤون الدولية-قطر: “تعمل تخصصات برنامج الثقافة والسياسة على استكشاف التقاطعات بين السلطة والسياق الثقافي الذي يتفاعل فيه الأفراد مع الدولة والمجتمع الدولي. ويمثل تاريخ الزبارة دراسة حالة نموذجية لهذا التفاعل. لقد تلقى طلابنا معلومات عن هذا الطرف السياسي الرئيسي في شبه الجزيرة العربية في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر وما شهده من ازدهار واضمحلال وما خلفه من إرث. علاوة على ذلك، تعلم الطلاب كيف أن علم الآثار، الذي يُعنى بدراسة الثقافة في صورتها المادية، يتفاعل ضمن سياق سياسي “.

في عام 2009، طلبت هيئة متاحف قطر الاستعانة بما لدى جامعة كوبنهاغن من خبرات متخصصة في الآثار الإسلامية، من أجل إحياء جهود التنقيب والترميم التي بدأها في الثمانينات محمد جاسم الخليفي المدير السابق لإدارة المتاحف والآثار التي حلت محلها هيئة متاحف قطر. يؤشر هذا التعاون الثنائي المرتب والمركز على عزم قطر على إتمام تحليل مستوطنة الزبارة التاريخية، التي طلبت قطر ترشيحها للدخول في قائمة اليونسكو للتراث العالمي.

وخلال الجولة التي تكرم بتقديمها الدكتور ريختر، تعلم الطلاب وأعضاء هيئة التدريس من كلية الشؤون الدولية-قطر أن تخصيص مواقع لدفن النفايات ليس ميزة حصرية للحياة الحديثة، فقد لجأت مستوطنة الزبارة قديما إلى استخدام مدفن للنفايات خارج أسوار المدينة كي يتخلص السكان من قمامتهم فيه. ويتيح هذا النظام المحكم للتخلص من النفايات فرصا هائلة لاستخراج مواد تاريخية هامة، مثل السيراميك، والعملات، والبقايا الحيوانية والنباتية، والمنسوجات.ويرجع السبب في اضمحلال الزبارة كمنطقة للتجارة الحرة وبوابة للسوق العربية إلى التملح التدريجي للمياه الجوفية، والتنافس التاريخي بين البحرين والأسرة الحاكمة القطرية الوليدة، وهشاشة الاقتصاد المبني على مورد وحيد هو صيد اللؤلؤ الذي يعتمد على ميناء ضحل