ماري آن تيترو في محاضرة حول التعليم في الخليج

ماري آن تيترو في محاضرة حول التعليم في الخليج

تلبية لدعوة مركز الدراسات الدولية والإقليمية، قدمت ماري آن تيترو، باحث زائر لمركز الدراسات الدولية والإقليمية للعام الدراسي 2010-2011 وأستاذ كرسي أونا تشابمان كوكس للشؤون الدولية في جامعة ترينيتي في سان أنتونيو، الحوار الشهري لأكتوبر حول:  “من أنا؟ التعليم والهوية الدولية في منطقة الخليج”.

ارتكزت المحاضرة على ظاهرة غرس جامعات أجنبية – خاصة من الولايات المتحدة – في الخليج. أشارت تيترو إلى وجود جانبين مهمين لنموذج التعليم الأمريكي الذي أسس في العديد من دول الخليج. الجانب الأول هو أن “النموذج التي تم غرسه في الخليج هو نموذج يبدو أن الأمريكيين تخلوا عنه بسبب كلفته المرتفعة”. وفي أمريكا، لا يمكن توفير التعليم العالي النوعي للجميع، فالكثيرون يربطون التعليم العالي بالوظائف فقط بدلاً من ربطه بالتنمية البشرية، ويرون أن التعليم العالي غير مجد حيث تنخفض آفاق العمل للخريجين بينما تتقلص الرواتب والفوائد. أما الجانب الثاني فيتمحور حول مسألة التوافق. تتساءل تيترو: “إلى أي درجة تتوافق قيم التعليم الأمريكي مع المجتمعات في الخليج؟ وكيف نستطيع التوفيق بين فلسفة تعليم قائمة على التساؤل والاستجواب وواحدة تقوم على الحفظ والقبول والأفكار الأكثر صرامة”.

قالت تيترو إنه توجب عليها خلال بحثها قياس توقعات الناس عن الجامعات ونظم التعليم. يرتاد الطلاب الجامعات لمجموعة متنوعة من الأسباب الأكاديمية والاجتماعية المختلفة، وتتنوع توقعات أعضاء هيئة التدريس من طلابهم، كما أن الشعب أيضاً يعد من أصحاب المصلحة المهمين. “يتم تمويل الجامعات تقليدياً من قبل دافعي الضرائب والشعب بشكل عام لذا فإن الشعب لديه توقعاته أيضاً – ماذا يتعلم هؤلاء الصغار؟ هل سيتمكنون من التخرج والحصول على وظائف؟ هل سيساهمون في تنمية مجتمعنا؟

ركزت أبحاث تيترو على الجامعة الأمريكية في الكويت حيث قامت بالتدريس وإدارة مجموعات تركيز وأجرت مقابلات مع الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والإداريين لمدة أربعة اشهر في ربيع عام 2010. باستخدام الجامعة الأمريكية في الكويت كحالة دراسية، تمثل سؤال البحث الرئيسي الذي ينظم مشروعها بالآتي: “ما هي مساهمات هذه الجامعات الأمريكية في العملية التعليمية في الخليج؟” لاحظت تيترو وجود قدر كبير من المفاوضات في الجامعة الأمريكية في الكويت بين القيم الأمريكية للجامعة والأعراف الثقافية الكويتية الموجودة في المجتمع الأوسع. وأشارت إلى أن هناك قدراً كبيراً من الخلاف بين هذين المثالين. وتتركز القضايا الخلافية الأخرى بين القيم الأمريكية والكويتية على مسائل الرقابة والنوع الاجتماعي والحرية والاستقلالية الأكاديمية.

اختتمت تيترو حديثها بالقول إن ثمة قضايا خطيرة ذات علاقة بالتوافق بين آثار التعليم بالنموذج الأمريكي وبين المجتمع الخليجي الذي يتم غرسه فيه. ولا تمثل القضايا طويلة الأجل مثل مسألة الحرية الأكاديمية والرقابة ودور المرأة في المجتمع سوى بعض الصدامات الثقافية الجارية ذات الأثر الطويل مستقبلاً. مع ذلك، فقد لاحظت تيترو أن الجامعة الأمريكية في الكويت قد عرضت العديد من ميزات التعليم الأمريكي القيمة للطلاب وللمجتمع الأوسع. على سبيل المثال، تكرس هيئة التدريس قدراً كبيراً من الوقت للطلاب، وثمة مقدار كبير من الاهتمام بتطوير الطالب. اختتمت تيترو حديثها بأن الطلاب الذين يذهبون إلى الجامعة الأمريكية في الكويت يستوعبون القيم الأمريكية: “ويعتقدون أنهم يجب أن يكونوا أحراراً، ومستقلين، وقادرين على الدخول في العملية الاقتصادية” وأن يكونوا قادرين على إيجاد فرص ككويتيين مدربين أمريكياً ومتوافقين مع مجتمعهم.

تشمل مؤلفات ماري آن تيترو كتباً ومقالات حول الديمقراطية والحركات الاجتماعية والنوع الاجتماعي وأسواق النفط وجرائم الحرب والاقتصاد السياسي الدولي والسياسة العالمية والسياسة الخارجية الأميركية. تركز اهتمامها الإقليمي على منطقة الخليج، مع التركيز على الكويت التي كتبت حولها عدداً من المقالات وكتابين: مؤسسة البترول الكويتية واقتصادات النظام العالمي الجديد وقصص الديموقراطية: السياسة والمجتمع في الكويت المعاصرة. كما أنها تشارك في تحرير كتاب تحت عنوان: التغيير السياسي في دول الخليج العربي: مأزق المرحلة الانتقالية. ومن المقرر أن ينشر الكتاب في ديسمبر القادم.

 

 المقال بقلم: سوزي ميرغاني، مدير ومحرر المطبوعات في مركز الدراسات الدولية والإقليمية.