قداسة آرام الأول يحاضر عن حوار الأديان

قداسة آرام الأول يحاضر عن حوار الأديان

بالتعاون مع قسم شؤون الطلبة بجامعة جورجتاون في قطر، نظم مركز الدراسات الدولية والإقليمية محاضرة بتاريخ 23 فبراير 2011، ألقاها قداسة آرام الأول، رئيس الكنيسة الأرمنية في لبنان تحت عنوان: “الحوار بين الأديان”.

للتعريف بموضوعات النقاش، سلط قداسة آرام الأول الضوء على الأهمية المتزايدة للدين في عالم اليوم، وقال: “أصبح الدين لاعباً عاماً أساسياً في عالم اليوم. لقد أضحى جزءاً لا يتجزأ من العلاقات الدولية والمجتمعية”. كما كان للعولمة وما تلاها من تعددية دور في رفع مستوى أهمية المشاركة الدينية، أكثر من التقليل منها. يعتبر الدين جزءاً من الجغرافية السياسية لكل منطقة، لذلك، “فقد أصبح الحوار بين الأديان ضرورة في يومنا الحالي […] ولم يعد الحوار بين الأديان مسألة خيارات، بل أصبح أمراً لا بد منه. ولم يعد السؤال فيما إذا كان علينا الالتزام بالحوار، بل كيف ننحو باتجاهه.

كما هو الحال في العديد من البلدان في العالم، يوحد لبنان الطوائف الدينية المختلفة والهويات المذهبية داخل حدود دولة واحدة. لفهم العلاقة بين الدين وتجارب الحياة اليومية في منطقة الشرق الأوسط، رأى قداسته أنه ليس من الضروري للحوار بين الأديان أن يناقش على أساس القضايا اللاهوتية والميتافيزيقية والنصوص المقدسة المكثفة، بل يجب أن يسلط الحديث الضوء على الجوانب العملية للعبادة الدينية وعلى التعايش في العصر الحديث. وأضاف قداسته: “التنوع هو مصدر إثراء لا ينبغي أن يفرقنا في أقطاب”.

يحتاج الناس عند مواجهة تغيير هائل وجذري إلى مواكبة الواقع المتغير. وأشار قداسته إلى أوقات تم فيها اختطاف الدين من قبل أجندات سياسية. يقول قداسته: “لعب الدين في بعض الأحيان دور عامل الاستقرار والمصالحة، وفي أحيان أخرى كان عامل تقويض للاستقرار”، لذا فقد أكد قداسته: “أرحب بحرارة بمبادرات الحوار بين الأديان التي نظمتها قطر”.

في الختام، قال قداسته: “نحتاج في هذا العالم أن نتحدث مع بعضنا، وأن نتحاور مع بعضنا، بدلاً من الحديث عن بعضنا وضد بعضنا”.

انتخب قداسة آرام الأول ككاثوليكوس (رئيس الكنيسة الأرمنية) في عام 1995. ودعا لتتولى الكنيسة زعامة المجتمع الأرمني في لبنان خلال الحرب الأهلية اللبنانية، ويعد قداسة آرام الأول من أشد المؤيدين للعلاقات والحوار والتعاون بين الأديان. بالإضافة إلى العديد من المقالات والآراء بالأرمنية والإنجليزية والفرنسية، ألف قداسته ما يزيد عن 15 كتاباً.

 

 المقال بقلم: سوزي ميرغاني، مدير ومحرر المطبوعات في مركز الدراسات الدولية والإقليمية.