الأخلاقيات النسبية للحرب

الأخلاقيات النسبية للحرب

تم اجتماع مجموعة عمل “الأخلاقيات النسبية للحرب” برعاية مشتركة من مركز الدراسات الدولية والإقليمية والمعهد الدولي لبحوث السلام، في أوسلو. يذكر أن الاجتماع الذي عقد على مدار يومين من 3 – 4 مايو 2009 في الدوحة، هو جزء من مبادرة بحثية أكبر يقوم بها المعهد الدولي لبحوث السلام. اجتمعت المجموعة البحثية مرتين في السابق، في ستريسا، في إيطاليا في أغسطس 2007، وفي أوسلو في النرويج في أغسطس 2008. يتم تمويل المشروع من خلال منحة من مجلس البحوث في النرويج.

يتألف فريق العمل في أحد عشر باحثاً ناقشوا موضوع “الأخلاقيات النسبية للحرب” من وجهات نظر دينية ونظرية وأخلاقية فريدة من نوعها. ويمثل كل باحث تراثاً نظرياً ودينياً مختلفاً، وناقشوا مسألة الأخلاق في أوقات الحرب من منظور المسلمين والمسيحيين والسيخ والبوذيين وكذلك من وجهات نظر نسوية وما بعد الحداثة وتاريخية واشتراكية.

ناقش المشاركون خلال اجتماع مجموعة العمل نشأة مسألة الأخلاق والحرب العادلة، وتناولوا القواسم المشتركة مع النصوص الدينية والبنية التحتية الاجتماعية المحيطة أثناء لحظات تاريخية معينة. كما ناقشوا الدافع الأخلاقي للعديد من الهياكل الاجتماعية وأنه ينشأ من التعاليم الدينية والعادات السلوكية التي يعززها الكتاب المقدس. كما تم تحليل تيارات سياسية تتعلق بمسألة حقوق الإنسان، والعدالة الاجتماعية، وتحسين وسائل المعيشة، وتعزيز عقود اجتماعية خاصة، وتمت مقارنتها داخل كل تراث ديني. اتفق أعضاء فريق العمل أنه لفهم أخلاقيات الحرب، يجب أيضاً دراسة البنية الاجتماعية الكامنة في فترات تاريخية معينة، وبالتالي احترام الروابط المعقدة غير القابلة للفصل بين الدين والنماذج الاجتماعية.

ثمة عنصر قوي في كل تراث ديني يتغاضى عن النضال من أجل العدالة الاجتماعية، ويدعم ضمنياً الصراع في سبيل الدفاع عن العدالة والتغيير. دعم هذا الأمر من خلال المصادر الأساسية للعديد من الأديان التي امتلكت حركات “تغيير” مدعومة دينياً. عادة ما يركز المؤرخون على التغيرات الكبرى التي حدثت في كل سياق ديني ولكن ليس على الحركات الأصغر. وقد تمت دراسة معظم مجموعات الكتاب المقدس من قبل علماء الدين الذين اهتموا بدراسة وممارسة القانون، لكن نادراً ما تم التدقيق في المصادر حول الآثار الاجتماعية والتاريخية.

سوف تفضي المبادرة البحثية حول “الأخلاقيات النسبية للحرب” إلى تحرير مجلد سوف تنشره مطابع جامعة كامبريدج. وسوف يجمع الكتاب المصادر الأولية الأكثر تمثيلاً وتعليقات تحريرية من التقاليد الدينية الرائدة في العالم حول معايير الحرب. يهدف فريق العمل في سياق الكتاب إلى توضيح معنى مصطلحات مثل الجهاد بغرض الإشارة إلى استخدامها الحالي من قبل وسائل الإعلام وبين عامة الشعب. أوصى الباحثون بإجراء فحص دقيق للآيات التي تذكر مصطلحاً دينياً معيناً وكيف أن استخدام اللغة في النص قد يكون له معنى مختلف. كما ناقش أعضاء فريق العمل العملية الفكرية الفعلية للمشروع وتعاملهم مع قضايا مثل صعوبة الحصول على المصادر والوصول إلى المواد ذات الصلة. وبالإضافة إلى المجلد، سوف يقوم المشاركون في المشروع بكتابة المقالات العلمية والدراسات حول مواضيع مختارة في الأخلاقيات النسبية للحرب. وقد تم عرض بعض هذه المنشورات في ورشة العمل.

سوف ينشر مركز الدراسات الدولية والإقليمية تقريراً موجزاً حول الاجتماع، بما يشمل ملخص الوثيقة والسير الذاتية لأعضاء فريق العمل. تألفت مجموعة العمل من:

  • كريستين أمادو، جامعة أسلو
  • توركل برك، جامعة أوسلو
  • ماهيندا ديغال، جامعة باث سبا
  • محمد فاغفوري، جامعة جورج واشنطن
  • إيفان كونيار، الجامعة الكاثوليكية في روزمبروك، سلوفاكيا، وباحث زائر في المعهد الدولي لبحوث السلام في أوسلو
  • جريج رايشبرغ، المعهد الدولي لبحوث السلام، أوسلو
  • كوشيك روي، كلية الرئاسة، كلكتا
  • هان رويسلين، الجامعة النرويجي للعلوم والتكنولوجيا، والمعهد الدولي لبحوث السلام، أوسلو
  • أميرة سنبل، كلية الشؤون الدولية في جامعة جورجتاون في قطر
  • يوري ستويانوف، جامعة لندن
  • هنريك سيس، المعهد الدولي لبحوث السلام، أوسلو

 المقال بقلم: سوزي ميرغاني، مدير ومحرر المطبوعات في مركز الدراسات الدولية والإقليمية.